السياحة في سراييفو. تقدم سراييفو لزوارها تجربة سياحية غنية تتجاوز مجرد مشاهدة المعالم؛ إنها دعوة للانغماس في نسيجها الحضاري، استكشاف أسواقها العثمانية القديمة، التأمل في ماضيها القريب والبعيد، والاستمتاع بجمال طبيعي خلاب يحيط بها من كل جانب.
وتهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على الأبعاد المتعددة للسياحة في سراييفو، مقدمةً دليلاً يلهم المسافرين لاكتشاف كنوز هذه المدينة الساحرة، من معالمها التاريخية العريقة، إلى طبيعتها الخلابة، مرورًا بتجاربها الثقافية والإنسانية التي تبقيها حية في الذاكرة.
مسجد غازي خسرو بيك (Gazi Husrev-beg Mosque) من معالم السياحة في سراييفو
هو القلب الروحي والثقافي النابض للمدينة، ورمزًا حيًا لتاريخها العثماني العريق وصمودها عبر القرون.
فيقع هذا المسجد المهيب في قلب منطقة باشتشارشيا (Baščaršija) التاريخية، السوق القديم في سراييفو، ويعتبر أحد أهم وأقدم المباني الإسلامية في البوسنة والهرسك، حيث يعكس جمال العمارة العثمانية الإسلامية الأصيلة ويقدم لمحة عميقة عن التراث الثقافي والديني للمنطقة.
التاريخ والبناء: إرث غازي خسرو بك العظيم
بني مسجد غازي خسرو بك في القرن السادس عشر (تحديداً عام 1530)، بأمر من غازي خسرو بك (Gazi Husrev-beg)، الذي كان حاكمًا عثمانيًا مؤثرًا في البوسنة، ويعرف بكونه أحد أعظم وأغنى المتبرعين في تاريخ سراييفو.
ولم يكتفِ غازي خسرو بك ببناء المسجد كمعلم السياحة في سراييفو فحسب، بل أسس حوله مجمعًا كاملاً (وقفًا) ضم مدرسة إسلامية (مدرسة غازي خسرو بك)، سوقًا (بازار)، حمامًا عامًا (حمامات غازي خسرو بك)، ومطعمًا للفقراء.
وكل ذلك بهدف خدمة المجتمع وتوفير جميع احتياجات الحياة الدينية والتعليمية والاجتماعية، كما يظهر هذا الوقف المتكامل رؤيته الشاملة لإنشاء مركز حضاري نابض بالحياة.
ويعتقد أن المسجد صمم من قبل معمار سنان، المعماري العثماني الشهير الذي كان مهندسًا رئيسيًا في بلاط السلطان سليمان القانوني، أو أحد تلاميذه الموهوبين، مما يفسر روعة ودقة تصميمه.
العمارة والتصميم: تحفة عثمانية أصيلة
يبرز مسجد غازي خسرو بك بوضوح خصائص العمارة العثمانية التقليدية، مع لمسات فنية تضفي عليه تميزًا خاصًا.
فيتميز المسجد بقبته المركزية الكبيرة التي تهيمن على السقف، وتحيط بها قباب أصغر، مما يعطي انطباعًا بالاتساع والعظمة، وتعلو المسجد مئذنة واحدة أنيقة ورفيعة، وهي سمة مميزة للعمارة العثمانية.
كما استخدمت في بنائه مواد عالية الجودة، مثل الحجر الجيري، مما يضمن متانته وقدرته على الصمود عبر القرون.
ويضم المسجد فناءً داخليًا فسيحًا وجميلًا، يتوسطه نافورة (شاذرفان) تستخدم للوضوء، وهي مزينة بأسلوب فني وتوفر أجواءً من السكينة والهدوء لتشجيع السياحة في سراييفو.
ويتميز التصميم الداخلي للمسجد بالبساطة الأنيقة والزخارف الجصية الدقيقة والخط العربي الجميل الذي يزين الجدران والقبة.
والمحراب والمنبر مزخرفان بشكل رائع، مما يعكس مهارة الحرفيين العثمانيين، كما توفر النوافذ الكبيرة إضاءة طبيعية وافرة تضفي إحساسًا بالرحابة والصفاء.
الجسر اللاتيني (Latin Bridge)
يكتسب شهرته العالمية من كونه الموقع الذي شهد حادثة اغتيال الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وزوجته صوفي في 28 يونيو 1914.
وهو الحدث الذي يعتقد على نطاق واسع أنه الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الأولى.
والجسر اليوم هو شاهد صامت على قرون من التاريخ، ويقدم للزوار لمحة عن ماضي سراييفو المتنوع والمضطرب.
التاريخ والتسمية: من الجسر الخشبي إلى حجر الصمود
ولكن، تاريخ الجسر اللاتيني أقدم بكثير من حادثة الاغتيال التي اشتهر بها، فقد مر بعدة مراحل تطويرية:
حيث يتداول الناس أن الجسر كان موجودًا في الأصل كجسر خشبي في العصور الوسطى، وقد أشير إليه لأول مرة في الوثائق عام 1541.
وفي عام 1565، قام رجل أعمال بوسني يدعى حسين تشيتشيتش (Hussein Čemerlić) بتمويل بناء الجسر من الحجر، وكان يعرف في ذلك الوقت باسم “جسر تشيتشيتش”.
وقد اكتسب الجسر اسمه “الجسر اللاتيني” بسبب قربه من الحي الكاثوليكي (ويعرف بالحي اللاتيني) الذي كان يقطنه التجار من دوبروفنيك.
أما في عام 1798، تعرض الجسر لأضرار بالغة جراء فيضان، وأعيد بناؤه على يد تاجر ثري يدعى عبد الله أغا بريغا، ليأخذ شكله الحالي بأقواسه الأربعة المميزة ويعزز من السياحة في سراييفو.
وبعد حادثة اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند عام 1914 على يد الطالب الصربي غافريلو برينتسيب، قامت السلطات اليوغوسلافية لاحقًا بتغيير اسم الجسر إلى “جسر برينتسيب” تكريماً له، ولكن بعد استقلال البوسنة والهرسك، أعيد إليه اسمه التاريخي “الجسر اللاتيني”.
التصميم والموقع: بساطة تجمع بين التاريخ والجغرافيا
وفي سياق الحديث عن السياحة في سراييفو، يعد الجسر اللاتيني مثالاً على العمارة العثمانية البسيطة والوظيفية:
- الأقواس الأربعة: يتميز الجسر بأربعة أقواس حجرية متينة تمر فوق نهر ميلياجكا، بالإضافة إلى قوس خامس تحت الرصيف الشمالي الذي يمر عليه الشارع.
- بنية بسيطة ومتينة: تصميمه بسيط ولكنه قوي، مما سمح له بالصمود أمام تحديات الزمن والحروب.
- الموقع الاستراتيجي: يقع الجسر في قلب سراييفو، عند تقاطع طرق مهمة، مما جعله نقطة حيوية للحركة والتجارة على مر العصور، وبالأخص، نقطة تجمع رئيسية للأحداث التاريخية.
- على ضفاف ميلياجكا: يوفر الجسر إطلالات جميلة على نهر ميلياجكا والمباني المحيطة به، بما في ذلك متحف سراييفو 1878-1918 الذي يقع على مقربة منه
المتحف الوطني (National Museum of Bosnia)
أقدم وأكبر متحف في البوسنة والهرسك، وحارس أمين لذاكرة الأمة وتراثها الغني والمتنوع، وعنصر أساسي من عناصر السياحة في سراييفو.
وقد تأسس هذا الصرح العريق في عام 1888 خلال فترة الحكم النمساوي المجري، ويعتبر رمزًا للبحث العلمي والحفاظ على التراث.
ويقع المتحف في مبنى ضخم وجميل تحيط به حديقة نباتية فريدة، ويقدم لزواره رحلة شاملة عبر آلاف السنين من تاريخ البوسنة والهرسك، من عصور ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا، مرورًا بالفترات الرومانية، القروسطية، العثمانية، والنمساوية المجرية.
التاريخ والتأسيس داخل معلم السياحة في سراييفو
يتمتع المتحف الوطني بتاريخ طويل ومليء بالتحديات، يعكس تاريخ البوسنة والهرسك نفسها.
فقد تأسس المتحف في 1 فبراير 1888، في ذروة النهضة الثقافية والعلمية في ظل الإدارة النمساوية المجرية، وكان الهدف الأساسي هو جمع وحفظ ودراسة التراث الطبيعي والثقافي للبلاد.
وانتقل المتحف إلى مبناه الحالي عام 1913، وقد تم تصميم المبنى على طراز عصر النهضة الحديث على يد المهندس المعماري التشيكي كارل باريتشك.
ويتكون من أربعة أجنحة منفصلة مرتبطة بمبنى مركزي، كل جناح مخصص لقسم معين (الآثار، الإثنوغرافيا، العلوم الطبيعية، المكتبة).
وعلى مدار تاريخه، تعرض المتحف للعديد من الأضرار، خاصة خلال حرب البوسنة في التسعينيات، حيث كان يقع على خط المواجهة.
ومع ذلك، وبفضل جهود العاملين به والتبرعات الدولية، تمكن من الصمود وتم ترميمه ليعاد افتتاحه ويواصل رسالته لرواد السياحة في سراييفو.
الأقسام الرئيسية والمعروضات: رحلة عبر الزمن والتنوع
يقسم المتحف إلى أربعة أقسام رئيسية، كل منها يقدم منظورًا فريدًا لثراء البوسنة والهرسك:
- قسم الآثار: يعد هذا القسم الأكبر والأكثر إثارة للإعجاب، حيث يعرض قطعًا أثرية تمتد من العصر الحجري القديم وحتى العصور الوسطى المتأخرة.
- العصور ما قبل التاريخ: أدوات حجرية، فخاريات، وأسلحة تظهر التطور البشري في المنطقة.
- الفترة الرومانية: منحوتات، فسيفساء، نقوش، وأدوات تظهر تأثير الإمبراطورية الرومانية.
- العصور الوسطى: يسلط الضوء على مملكة البوسنة القروسطية، مع التركيز على “ستيتشاك”، وهي شواهد القبور الحجرية المميزة، والتي تعد جزءًا من قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
- قسم الإثنوغرافيا: يقدم هذا القسم نظرة شاملة على الحياة اليومية، التقاليد، الحرف اليدوية، والملابس الشعبية لمختلف الأعراق التي عاشت وتعيش في البوسنة والهرسك.
- الأزياء التقليدية: عرض مذهل للأزياء الشعبية المطرزة والملونة لتعزيز السياحة في سراييفو.
- الأدوات المنزلية: أدوات الطهي، الأثاث، والمفروشات التي تظهر نمط الحياة التقليدي.
- الحرف اليدوية: تعرض أعمال النجارة، النسيج، وصناعة المعادن، مما يبرز المهارات الحرفية المحلية.
- قسم التاريخ الطبيعي: يركز هذا القسم على التنوع البيولوجي الفريد للبوسنة والهرسك، من جيولوجيا الأرض إلى النباتات والحيوانات التي تسكنها.
- المجموعات الجيولوجية والحيوانية: عينات من المعادن والصخور، وهياكل عظمية لحيوانات منقرضة، بالإضافة إلى مجموعات محنطة من الحيوانات والنباتات المحلية.
- الحشرات والفراشات: مجموعات واسعة من الحشرات والفراشات المحلية.
- المكتبة: تعد واحدة من أغنى المكتبات في المنطقة، وتضم أكثر من 300,000 كتاب ومنشور، بما في ذلك العديد من المخطوطات النادرة والوثائق التاريخية الهامة.
تواصل الآن مع فريق خدمة العملاء عبر واتساب على الرقم 966505456067+، 966545481384+، 966535153751+، 966571590413+ لتنظيم رحلة سياحية لا مثيل لها في البوسنة.
جبال تريبفيتش (Trebević Mountain) من اماكن السياحة في سراييفو
تعرف بأنها “الرئة الخضراء” للمدينة وملاذ طبيعي يوفر فرصة للهروب من صخب الحياة الحضرية.
ولا تقتصر أهمية تريبفيتش على جمالها الطبيعي الخلاب فحسب، بل تحمل أيضًا تاريخًا رياضيًا وثقافيًا غنيًا، كونها كانت مسرحًا لبعض فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1984 التي استضافتها سراييفو، وشاهدًا صامتًا على الأحداث المأساوية لحرب البوسنة.
واليوم، عادت تريبفيتش لتزهر من جديد كوجهة السياحة في سراييفو والترفيه كذلك، سواء للسكان المحليين والزوار.
الموقع والوصول: قريبة من القلب بلمسة من السحر
تتميز تريبفيتش بقربها الشديد من مركز مدينة سراييفو، مما يجعلها وجهة سهلة ومتاحة للجميع، حيث تقع الجبال على بعد مسافة قصيرة جدًا من قلب سراييفو، مما يتيح الوصول إليها في غضون دقائق.
وتعد الطريقة الأكثر شعبية وجمالاً للوصول إلى قمة تريبفيتش هي عبر تلفريك سراييفو الجديد، فقد أعيد تشغيل التلفريك في عام 2018 بعد توقفه وتدميره جزئيًا خلال حرب البوسنة.
وتوفر رحلة التلفريك تجربة ساحرة، حيث تقدم إطلالات بانورامية خلابة على مدينة سراييفو بأكملها ونهر ميلياجكا، والمناظر الطبيعية المحيطة أثناء الصعود.
هذا وتستغرق الرحلة حوالي 7-8 دقائق فقط من المحطة السفلية الواقعة بالقرب من البلدة القديمة (باشتشارشيا)، مما يجعل الوصول إلى القمة سهلاً ومريحًا.
ويمكن أيضًا الوصول إلى قمة الجبل بالسيارة عبر الطرق الممهدة، أو لمحبي المغامرة، عبر مسارات المشي الطويلة.
الطبيعة والجمال: واحة خضراء لكل الفصول
وعند الحديث عن السياحة في سراييفو، ستجد أن جبال تريبفيتش تقدم جمالاً طبيعياً آسراً يتغير بتغير الفصول، مما يجعلها وجهة جذابة على مدار العام.
- الغابات الكثيفة: تغطى المنحدرات بالغابات الصنوبرية والنفضية الكثيفة، مما يوفر هواءً نقيًا وأجواءً منعشة، خاصة في فصل الصيف الحار.
- مسارات المشي وركوب الدراجات: توجد شبكة واسعة من مسارات المشي لمسافات طويلة (Hiking) وركوب الدراجات (Cycling) التي تمر عبر الغابات والمناظر الطبيعية الخلابة، وتناسب جميع المستويات من المبتدئين إلى المتمرسين.
- نقاط المراقبة: توفر عدة نقاط في قمة الجبل إطلالات بانورامية لا تنسى على سراييفو الوادي المحيط، وهي مثالية لالتقاط الصور.
- التنوع النباتي والحيواني: تعد تريبفيتش موطنًا لتنوع بيولوجي غني من النباتات والحيوانات البرية المحلية.
إليك: افضل فنادق البوسنه والهرسك
تعرف على السياحة في البوسنه
اقرأ عن دليل الحرم المكي
حديقة ربيع البوسنة (Vrelo Bosne)
تصنف هذه الحديقة كـ “منتزه طبيعي”، وهي تشكل واحة خضراء بكر تقدم للزوار ملاذًا مثاليًا للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة البكر.
وتكتسب الحديقة أهميتها الكبرى من كونها نبع نهر البوسنة العذب الصافي، أحد أكبر وأهم الأنهار في البلاد، مما يضفي عليها طابعًا سحريًا ويزيد من جاذبيتها كإحدى معالم السياحة في سراييفو للعائلات ومحبي الطبيعة.
الموقع والوصول: رحلة ممتعة إلى قلب الطبيعة
تقع حديقة ربيع البوسنة في منطقة إليجا، وهي ضاحية هادئة تعرف بينابيعها الحرارية ومنتجعاتها الصحية، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من سراييفو.
وعلى الرغم من أنها خارج مركز المدينة، إلا أنها سهلة الوصول وتعد وجهة السياحة في سراييفو الأكثر شعبية لقضاء يوم كامل.
ومن المعروف أن الطريقة الأكثر شهرة وتقليدية للوصول إلى مدخل الحديقة بعد الوصول إلى إليجا هي عبر عربات الخيل الكلاسيكية.
فهذه العربات تقدم تجربة فريدة وممتعة، حيث تمر عبر ممشى تصطف على جانبيه الأشجار الكثيفة لأكثر من 3 كيلومترات، وتعد هذه الرحلة جزءًا لا يتجزأ من سحر الزيارة.
كما يمكن للزوار أيضًا المشي أو ركوب الدراجات على طول هذا الممشى الجميل للوصول إلى الحديقة، مما يوفر فرصة للاستمتاع بالطبيعة المحيطة.
ويمكن الوصول إلى منطقة إليجا بالترام أو الحافلة من مركز سراييفو، ثم استخدام عربات الخيل أو المشي.
منبع نهر البوسنة والمسطحات المائية: نقاء وجمال
يكمن الجوهر الحقيقي للحديقة في ينابيع نهر البوسنة ومسطحاتها المائية المتعددة.
- ينابيع صافية تمامًا: حيث ترى ينابيع نهر البوسنة وهي تتدفق من باطن الأرض بوضوح مدهش، المياه نقية وصافية للغاية، لدرجة أنه يمكن رؤية قاع النهر والأسماك وهي تسبح بوضوح تام.
- شلالات صغيرة وجداول: تتشكل داخل الحديقة شلالات صغيرة، وجداول مائية تتلوى بين الأشجار، وبرك يمكن العثور فيها على البط والإوز وهي تسبح بهدوء.
- جزر صغيرة وجسور خشبية: تزين المسطحات المائية جزر صغيرة مغطاة بالنباتات، وتربط هذه الجزر والجداول بجسور خشبية صغيرة وجذابة، مما يوفر مسارات جميلة للاستكشاف والتقاط الصور.
- مياه صالحة للشرب: تعتبر مياه نبع البوسنة من أنقى المياه، ويقال إنها صالحة للشرب مباشرة من بعض الينابيع.
فورست بارك موجميلو
من بين مناطق السياحة في سراييفو المميزة، يقع هذا المتنزه الغابي في الجزء الغربي من المدينة، على هضبة موجميلو، ويقدم للزوار مزيجًا من الهدوء الطبيعي، المساحات الخضراء الواسعة، وإطلالات بانورامية على أجزاء من المدينة.
وعلى الرغم من أن موجميلو قد لا تكون بنفس شهرة جبال تريبفيتش، إلا أنها تحمل أهمية تاريخية خاصة، كونها كانت خط دفاع استراتيجي خلال حصار سراييفو، وشاهدة على صمود المدينة.
الأهمية التاريخية: شاهد على صمود سراييفو
يحمل فورست بارك موجميلو أهمية تاريخية بالغة، خاصة في سياق حصار سراييفو (1992 – 1995).
فخلال الحصار، كانت هضبة موجميلو نقطة استراتيجية وحاسمة في خطوط الدفاع عن سراييفو، وقد شهدت المنطقة معارك ضارية ومقاومة باسلة من قِبل سكان المدينة.
ولا تزال بعض آثار الحرب، مثل الخنادق وبعض الأضرار في المباني، موجودة في المنطقة المحيطة، وتعد تذكيرًا بصمود المدينة وشجاعة أهلها.
ويعد المتنزه اليوم بمثابة تذكير بالتضحيات التي قدمت خلال الحصار، ويمكن لرواد السياحة في سراييفو التأمل في تاريخ المنطقة.
شلال سكاكافاتس (Skakavac Waterfall) والسياحة في سراييفو
تحفة طبيعية مذهلة تقع على بعد حوالي 12 كيلومترًا شمال شرق مدينة سراييفو، البوسنة والهرسك.
ومع كونه أقل شهرة من بعض المعالم السياحية الأخرى في سراييفو، إلا أنه يقدم تجربة فريدة لمحبي الطبيعة والمغامرة، حيث يعد أطول شلال في البوسنة والهرسك، ويقدم مشهدًا بانوراميًا للمياه المتدفقة في قلب غابة كثيفة، مما يجعله ملاذًا حقيقيًا للسلام والجمال الطبيعي البكر.
الشلال نفسه: روعة طبيعية وارتفاع مهيب
يجسد شلال سكاكافاتس ميزة جيولوجية مذهلة تظهر قوة وجمال الطبيعة، حيث يبلغ ارتفاع الشلال حوالي 98 مترًا (حوالي 320 قدمًا)، مما يجعله الأعلى في البوسنة والهرسك.
ويعزز هذا الارتفاع الكبير من كونه صاحب مشهد مثير للإعجاب، خاصة بعد هطول الأمطار الغزيرة أو ذوبان الثلوج.
كما يعتمد تدفق المياه في الشلال على الموسم، ففي فصلي الربيع (بعد ذوبان الثلوج) والخريف (بعد الأمطار)، يكون تدفق المياه أقوى وأكثر روعة، وفي أواخر الصيف، قد يقل التدفق قليلًا، ولكنه يبقى جميلًا.
وتحيط بالشلال غابات كثيفة من أشجار التنوب والزان والصنوبر، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من النباتات النادرة والمتوطنة، مما يجعله جزءًا من محمية طبيعية مثيرة للدهشة لمحبي السياحة في سراييفو.
المنطقة المحيطة: محمية طبيعية وتنوع بيولوجي
يقع الشلال ضمن منطقة محمية طبيعيًا، تعرف بتنوعها البيولوجي الغني، وتعد المنطقة موطنًا للعديد من أنواع النباتات والحيوانات، بما في ذلك أنواع نادرة ومحمية.
وكذلك توفر الغابات الكثيفة هواءً نقيًا وأجواءً هادئة ومنعشة، مما يجعلها مثالية للابتعاد عن صخب المدينة والاستمتاع بالسكينة.
وتوجد أماكن مخصصة للتنزه والاسترخاء على طول المسارات، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة أثناء رحلة السياحة في سراييفو.
تواصل الآن مع فريق خدمة العملاء عبر واتساب على الرقم 966505456067+، 966545481384+، 966535153751+، 966571590413+ لتنظيم رحلة سياحية لا مثيل لها في البوسنة.
اطّلع على السياحة في بيهاتش
إليك: يحرم أهل جدة للحج أو العمرة من
اقرأ عن المدينة المنورة للأطفال: حاضنة العلوم والمعرفة للأطفال
خاتمة
وهكذا، تقدم السياحة في سراييفو رحلة لا تنسى في قلب البلقان، تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الطبيعة وصمود الروح، فهي المدينة التي تبهر زوارها وتخلد في ذاكرتهم قصة فريدة من التعايش والتجدد.